نعم انها هي....
!! إنها التهيئة النفسية والاجتماعية والبيئية لظهور هذا الرجل! إنها فطرة الانتظار! الانتظار الايجابي الممهد لاستقبال الأرض كلها لهذا الرجل ! لم يحدد له موعدا حتى يبقى الأمل مشتعلا والجهد والجهاد للتهيئة متواصلا فهناك فاصل زمني لا نعلم مداه لا يعلمه إلا الله وهو ليس بعيدا بل نراه قريبا بإذن الله يفصلنا عن هذا الحدث الاستراتيجي الهام الذي سيغير خريطة العالم كلها ودلنا الله ورسوله على علامات نهتدي بها إلى اقتراب موكب المهدي عليه السلام وهي علامات كثيرة تحتاج إلى كتاب مستقل لتفصيلها [11] ونحن نسير بهذا الاتجاه باتجاه قدر الله المحتوم الذي لا مرد له فالقضاء والقدر خيره وشره من الله .. ان الأمة الإسلامية المبشرة خير امة أخرجت للناس مهما اعتراها من ضعف وفتور وابتلاءات قدرية بما كسبت أيدي الناس ولكنها لا تفقد الخيرية ولا تفقد الأمل في استعادة دورها الذي اختاره الله لها وهي تتطلع إلى من يعيد لها عزها ومجدها وينقذها والبشرية جمعا من المعاناة الراهنة وهذا الأمل محفور في وجدان كل مسلم وكل مؤمن.
لقد رأينا الانتخابات الأمريكية الخيالية المصاريف والوسائل والاحتفالات الضخمة الإنفاق المادي رغم الأزمة المالية لإلهاء الناس عن معاناتهم الحقيقية وقضاياهم الأساسية وتمنيتهم بإمكانية التغيير باستخدام قوة الدعاية والإعلام وكل وسائل التأثير النفسي وكرست أمل التغيير المنشود على يد رجل يتكئ على قوة عسكرية وبقايا قوة اقتصادية !! فكيف بالذي يهيئه الله ويصلحه الله في ليلة !
إذن ظهور الرجل القائد الرباني العالمي وإعادة الخلافة على منهاج النبؤة قدر رباني يفتح باب الأمل ويقفل باب الدجل فهو ليس فكرة أنتجها العقل الإنساني كما يحاول البعض تصويرها ليصل بها إلى مرتبة الرواية الخيالية بل هو قدر الهي بتدبير من العليم الحكيم الخبير[12], ليس هذا خيال روائي ولا حلم رومانسي ولا فيلم هندي أو هوليودي خرافي!! وليس هذا أمنية بل هذا فرض تقام به الفروض ومن يقول بأنها أمنية يضلل ويصرف النظر عن كونها فريضة ينبغي العمل من اجل قيامها بكل الوسائل ولا يجوز القعود ابدا عن إقامتها حتى تتحقق على الأرض.. أن إعادة إقامة الخلافة على منهاج النبؤة حديث صحيح )فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ[ وبعد ان يتم الله هذا الآمر ما شاء الله ان يكون تتواصل سنة الله في الابتلاء لعباده بالخير والشر)لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً[)إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً[ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[
روى الإمام علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)
وان العلم والإيمان بظهور المهدي عليه السلام عقيدة لازمة للمؤمن وفريضة شرعية لأنه كلام الله أوحي به إلى نبينا محمد )وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى[ وان حكمة الله اقتضت ان يضرب لنا الأمثال ويبيّن لنا صفاته وعلامات ظهوره والظروف التي ينشاء في ظلها وتقتضي خروجه بأمر الله ويشتت الأنظار عن مكان خروجه ربما والله أعلم حماية لتلك المحلة التي يخرج منها المهدي عليه السلام سواء كانت شرقا أم غربا وصرفا لآذى الأعداء عنها حتى لا يميلوا عليها ميلة واحدة إذا نمى إلى علمهم مكان وجوده قبل اللحظة الربانية المحتومة لإعلان ظهوره كما وردت تفاصيلها المهيبة في نصوص أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي سنأتي عليها ان شاء الله . ومنها عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) [13] . وإذا أصلحه حماه ومنع عنه شرور الأعداء وجعله آية من آياته يحاولون ويبذلون ويفشلون ويعودون في حسرة وألـم[14] ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
التكمله في الجزء الخامس........