ممن يتعجبون.......
و يتعجب الكفار وبعض ضعاف الإيمان من قدرة الله في إصلاح رجل في ليلة فجأة ليكون في صبيحة الليلة داعية هداية ومنقذ أمة! وهو الله جل جلاله الذي يقول للشيء كن فيكون وهو على كل شيء قدير وانه أذا أراد بعبده شيئا هيأه لذلك واستبعاد ذلك والتعجب من وقوعه ينشاء عن التردد في الإيمان المطلق والتسليم المطلق بقدرة الله ونفوذ مشيئته وإرادته وكمالها فنعوذ بالله من شرور النفس وحصائد الألسنة.
ولكنها سنة الله المتكررة )قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّه[ !!
هنا يتوجب القول ان ما هو كائن الان من فتن ومحن وابتلاءات وصراعات وفرقة وظلم يعم الأرض كلها سنستعرض ما شاء الله منها لنا ان نقف عليه وكلها تمثل إرهاصات ما قبل ظهور المهدي عليه السلام وإعادة قيام الخلافة على منهاج النبؤة ففي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه ( لا يقوم المهدي إلا على فتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا ويرقرق بعضها بعضا تأتيكم متشابهة كوجوه البقر لا يدرون أيها من أي خوف شديد من الناس وزلازل وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم حتى يتمنى الموت صباحا ومساء من عظيم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط فطوبى للغرباء طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لما نأواه وخالفه وخالف أمره أو كان من أعداءه[15])
ويكشف الله على يده المباركة أهل النفاق فهؤلاء يقفون في صف الأعداء [16])هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ[ (المنافقون: من الآية4) وهؤلاء لا يرون الجنة ولا يتوب الله عليهم ولا يرون أهلهم بعد ذلك ابدا والعياذ بالله منهم. وفي هذا الإطار تجري معركته الواسعة لهدم الأنظمة المرتبطة باليهود والنصارى وإعادة ترتيب البيت المسلم والأنظمة المسلمة عربية وغير عربية [17] .
هذا هو الرجل الذي تنتظره الأرض !! والذي تعمل الطائفة المنصورة بأمر ربها على تهيئة الأرض لاستقباله , من خلال الجهاد في سبيل الله لإزالة كل العوائق التي تحول دون قيام الخلافة على منهاج النبؤة .
إن بشائر الموكب الشريف واضحة في هذه الملاحم والفتن, وفي هذه الأبواب المفتوحة للشهادة في سبيل الله تعبيدا لطريق السعادة في الدارين.
نسأل الله ان يجعلنا من أصحابه وأنصاره ومن المهيئين لمقدمه الكريم ويتقبل منا.
نحن نؤمن بهذا! وتزيدنا إيمانا بها ظهور علاماتها الكبرى !
ومن العلامات الكبرى لمقدم المهدي عليه السلام هذه الأحداث الضخمة والفتن السوداء المظلمة والاضطرابات الهائلة والخلافات المستفحلة بين إخوان العلانية أعداء السريرة والحالات اليائسة والردة الشديدة عن الإسلام , والإرهاب العالمي ضد الإسلام والمسلمين وغيرها [18]!
ان المهدي عليه السلام حق لا يمكن إنكاره لثبوت الأحاديث الصحيحة والحسنة ولورود أحاديث أخرى كثيرة وهي ضعيفة في تفاصيلها ولكنها تشارك الأحاديث الصحيحة في حقيقة الخبر الإلهي والنبوي وهكذا يصبح الأمر متواترا تواترا معنويا ولابد ان يتحقق ويملك قبل قيام الساعة مهما بذل الأعداء من جهود لمنع تحقيق القدر الرباني ولكنه سيقع ومن شدة حب الكثير من المسلمين وتشوقهم نسجوا حوله بعض الأساطير التي تنسج عادة في خيال المحبين للإبطال والمخلصين نأخذها على محمل حسن الظن ونكون حذرين من ان يتجاوز تأثيرها الحدود الطبيعية فتتحوّل إلى خرافات تسيء إلى ديننا وعقيدتنا ,
ستعتبرون هذا حـلم , حلم جميل ,
ستقولون متى ؟؟؟
وربما تكررون مــتى ؟؟ مــتى ؟؟
أقول لكم : صبراً جميلاً , وعملاً جليلا , وجهاداً قـويـاً , ان من حكمة الله عز وجل عدم تحديد مدى زمني أو سنة محددة لظهور المهدي عليه السلام لتبقى الأجيال مرتبطة بهذا الأمل مرتبطة بشعاع النور الإلهي الدائم بيد القدرة الحانية التي تمتد لتسعف الخلائق عند اشتداد المحن والأزمات ومع ذلك وضع لنا مقدمات وعلامات وآيات بينات وعلامات وبالنجم هم يهتدون ومن علاماته كثرة لهج الناس بذكره وكيف عندما تشتد المحن إلى الأعماق يتجهون ويتضرعون إلى الله ليكشف عنهم البلاء وينزل نصره ويتسألون أين المهدي الذي بشرنا به الله ورسوله؟؟ )مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[ !
تكمله في الجزء الخامس.........