أيامه وزمانه عليه السلام
وفي أيام المهدي عليه السلام تنعم الأمة الإسلامية نعمة لم تنعمها قط!![25]
وروي عن مجاهد قال حدثني فلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( المهدي عليه السلام يملا الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض من نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط) [26]
وعن أيام المهدي عليه السلام روى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تنعم أمتي نعمة لم يتنعموا مثلها قط ترسل السماء مدرارا ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته) في لفظ أخر (يكون في أمتي المهدي تنعم أمتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا)[27]
يرضى عنه أي المهدي عليه السلام سكان السماء والأرض والطير!! قد يستغرب البعض الإشارة إلى الطير والنبات فعليه أن يستحضر عظمة الله فالنبات يحس ويتألم يتزاوج )سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ[ (يّـس:36) إننا نحن المسلمين المالكين للحجة البالغة ليس بنا حاجة للبحث وإهدار الوقت في هذا الميدان ليس لأننا كسالى ولا نحب البحث بل لأننا نؤمن ولا نشك لحظة فقد اخبرنا الله في القران الكريم ( أمم أمثالكم ) وروى لنا كلام هدهد الملك الكريم سليمان عليه السلام في القران الكريم وكلام النمل وسماع سيدنا سليمان عليه السلام لكن الكافر والمتشكك هو الذي يبحث ويحتاج لذلك حتى يصل إلى الحق ونحن المسلمين نقدم له الأدلة والبراهين القرآنية والنبوية فندله على طريق الصدق والحق فعندما يثبت له آما اسلم أو ازداد كفرا وعنادا ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الانبياء:30) وستحضر عظمة الله خالق النملة وقصتها في القران الكريم ويستحضر عظمة الله خالق الهدهد وقصته في القران الكريم )فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ[ (النمل:22) ويستحضر عظمة الله وحديث النملة الناصحة في القران الكريم)حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ[ (النمل:18) فإذا استحضر الإنسان عظمة الله في كل مخلوقاته دعا الله ان يجنبه كل خطر ومكروه حتى لا يكون والعياذ بالله ممن قال الله فيه)وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى[ (طـه:56) ولذلك تنتفي الغرابة والتعجب عندما يذكر الحديث الطير والنبات يرضيان أيضا عن المهدي عليه السلام مثل سائر المخلوقات العظيمة في الكون كله ما نبصر ومالا نبصر وهذه يزيدنا يقينا وثقة إننا على موعد مع نصر من الله وفتح قريب كما بشرنا صلى الله عليه وسلم .
المهدي عليه السلام (يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر ألا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلاّ أخرجته.)
المهدي عليه السلام (يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا.)
في عهد المهدي عليه السلام يعم السلام الأرض!! ويملا المهدي عليه السلام الأرض سلما) !
في عهد المهدي عليه السلام تمتلئ الأرض عدلا وقسطا ويشمل هذا العدل والأمن سائر المخلوقات سيرضى عنه سائر السماء وساكن الأرض .
لقد كانت فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان عصيبة جدا مارس الطغيان السوفيتي فيها أبشع الجرائم الإنسانية وقدم المسلمون فيها تضحيات جمة لأكثر من مليون شهيد وأكثر من مليوني معوق وخسائر جمة ولكن الله أيدهم بنصر عظيم وكانت الزلازل ومصيبة تشير نوبل علامة من علامات تأييد الله أفضت إلى المزيد من إضعاف الإمبراطورية الروسية وتفكيكها.
وكذلك كانت أيام فترة حكم الرئيس الأمريكي بوش الأصغر ثمان سنوات ولكنها مرت كقرون من شدة وطأتها وقدم المسلمون تضحيات مماثلة وأكثر وأيد الله المجاهدين بالأعاصير والرياح المدمرة والمحق الرباني للأموال واشتداد الضائقة الاقتصادية والمالية ( والقادم بإذن الله أعظم وأكبر ), ولهذا كانت ردة الفعل قوية في الانتخابات الأمريكية لإزالة حكم الرئيس بوش ابن بوش.
وكما أحس الناس بوطأة الــحكم الطغياني لــ: ثمان سنوات !! وذاقوا مرارته !
لاشك قطعا بان الناس سيحسون بنعمة ورحمة الحكم الإسلامي على منهاج النبؤة لــ: ثمان سنوات أو تسع سنوات !! فالمهدي عليه السلام كما جاء في اغلب الأحاديث ( ويعيش سبعا أو ثمانية أو تسعاً ). وسيذوق الناس حلاوته ! وعد الله لا يخلف الميعاد.
وتستمر الخلافة من بعد وفاته على هذا النهج النبوي , وقد تمر كقرون من رحمتها ونعتمها أي تستمر كقرون حقيقية بإرادة وفضل الله مليئة بالخير والعز والنعمة.
وما بعد الخلافة الأخيرة ذاك فصل أخر من فصول حياة البشرية نحو اليوم الأخر,.
تكمله في الجزء الثامن........