نعرف أن الفعل الماضي يدل على زمن حدث في الزمن الماضي, كما في قوله تعالى :
{ قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } الأعراف/116
فالأفعال ( ألقى - سحر - استرهب - جاء ) تدل على أحداث حدثت في الزمن الماضي.
السؤال الذي يفرض نفسه, هل أن الفعل الماضي محصور للدلالة على زمن حدث في الزمن الماضي وانتهى, أم أنه يستخدم للدلالة على غير الزمن الماضي؟
الفعل الماضي يفيد وقوع الحدث, أو حدوثه بشكل مطلق, فهو يدل على حدوث شيء قبل زمن التكلم, نحو : درسَ, نجحَ, علم ... الخ.
ولكن الفعل الماضي قد يدل على الحال والاستمرار أو الاستقبال.
دلالة الفعل الماضي على الحال :
يأتي الفعل الماضي للدلالة على الحال عند وجود قرينة.
{ الآن حصحص الحق } يوسف/ 51
وكذلك قوله تعالى :
{ الآن جئت بالحق } البقرة/ 71
الفعلان حصحص وجاء , يفيدان الحال, وإن جاءا بصيغة الماضي.
وقد يأتي الفعل الماضي ليدل على الاستمرار التجددي في الازمنة الثلاثة :
{ إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا } فالفعل كان في هذه الآية يفيد أن الصلاة مفروضة من زمن نزول النص, و الآن, وما بعد الآن إلى يوم القيامة.
دلالة الفعل الماضي على المستقبل :
قد يأتي الزمن في الماضي, والحدث في المستقبل, وهو في هذه الحالة يفيد التحقيق, نحو :
{ وسُيّرت الجبال فكانت سرابًا }
{ إنّ جهنّم كانت مرصادًا }
جاء الفعل بصيغة الماضي، لانه واقع لا محالة فجعل بمنزلة الماضي.
كما أن الزمن الماضي قد يأتي للدلالة على الاستمرار, نحو :
{ وكان الله عليمًا حكيما } ... { وكان الله عفوٍّا غفورًا }