السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من منا يجهل أبا نواس .. ذلك الشاعر الذي طغى شَرُّه على خيره، ومُرُّه على حُلوِه ..
أبو نواس: الحسن بن هانئ، شاعر العراق في عصره، وأول من انتهج طريقة المولدين من رقة
اللفظ وخفة الوزن، واشتهر بفسقه ومجونه، غير أن له أبيات تخط بماء الذهب.
من تلك الأبيات ما ذكره صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات ..
.. وقصة هذه الأبيات أن قوما قدموا على أبي نواس فاعترضوا عليه مدحه
للنساء والغلمان والخمر، وقالوا: ما رأينا أوقح منك، ما تركت خمراً ولا معنى
إلا قلت فيه شيئاً، هذا علي بن موسى الرضا في عصرك، ما قلت فيه شيئاً!
فقال: والله ما تركتُ ذلك إلا إعظاماً له، وليس قدرُ مثلي يستحسن أن يقول في مثله.
ثم أنشد:
قيل لي أنت أحسن الناس طرّاً
في فنون من المقـال النبيـهِ
لك من جيد القريـض مديـحٌ
يثمر الدر في يـدي مجتنيـهِ
فعلى ما تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تَجَمَّعْنَ فيـهِ؟
قلتُ لا أستطيـع مـدح إمـام
كان جبريل صاحبـا لأبيـهِ
وعلي بن موسى هو: علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وأحب التنبيه إلا أن الشطر الأخير بحسب الروايات المذكورة في الكتب هي: "كان جبريل خادما لأبيه"
وقد بدلته بـ "صاحبا" لكون جبريل عليه السلام أولى بوصف الصاحب من وصف الخادم.