اللغة الكردية عريقة في القدم، تنتمي إلى الفرع الغربي أو الزندي من مجموعات اللغات الإيرانية التي تشمل مجموعة كبيرة من اللغات الآرية، كاللغة الافستائية التي كتب بها زرادشت كتابه المقدس (أفستا)، والبهلوية أو البهلوانية، وهي لغة الأبطال المحاربين، والفارسية الحديثة والكردية والأستينية (لغة شعب الأستين في أواسط القوقاز الشمالي)
واللغة الكردية كانت تكتب قبل الإسلام ـ من الشمال إلى اليمين بأبجدية مستقلة مشابهة للأبجدية الآشورية والأرمينية. فلما جاء الأسلام أهملت هذه الأبجدية، اكتفاء بالأبجدية العربية، لأنها لغة القرآن.
وقد وصفت اللغة الكردية بأنها لغة رشيقة متناسقة النبرات، بسيطة صريحة غنية متنوعة يسهل تعلمها، وتمتلك النفوس برقتها، والأمثال فيها بديعة وكثيرة التداول جداً، فهي أساس جميع المحادثات ومحورها. واللغة الكردية لا تقل بلاغتها عن فلسفلتها، وفي لغة شعرية، والشعر فيها يشمل جميع الفروع ويتناول الطبيعة كلها.
لهجات اللغة الكردية:
تنقسم اللغة الكردية على ثلاث لهجات رئيسة منتشرة في ثلاثة أقاليم من كردستان، هي:
1ـ اللهجة الكرمانجية الشمالية: ويتكلم بها جميع الكرد في تركيا، والقوقاز الجنوبي في جمهوريات أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، وكذلك كرد سورية ولبنان، ومناطق سنجار وأقضية زاخو وعقرا وزيبار والعمادية وشيخان في محافظة دهوك ويطلقون عليها هناك اللهجة البادينانية أو البهدينانية، كما يتكلم بها أكراد أذربيجان الشمالي والغربي، وأكراد لواءي قوجان وبجنورد في ولاية خراسان الإيرانية.
2ـ اللهجة الكرمانجية الجنوبية (ويطلق عليها أحياناً السورانية): ويتكلم بها كرد العراق في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك، وفي كردستان إيران في المناطق التي تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة أورميا (رضائية) حتى تصل إلى حدود ولايتي لورستان وبختياري في الجنوب.
علماً أن اللهجة الكرمانجية الجنوبية لها ثلاث شعب رئيسية، وهي:
أـ البابانية والسورانية، وتنتشران في المحافظات التي ذكرناها سابقاً في العراق (أربيل، السليمانية، وكركوك). والمكرية والأردلانية في كردستان الإيرانية، فالمكرية تنتشر في المنطقة التي تضم مدن شنو، لاجان أو (لهيجان)، سابلاخ، سردشت، حتى تصل إلى ميان دواف. والأردلانية تنتشر في المنطقة التي تضم مدن: بيجار، كروس، جوانرو، وبانه، والضفة الشرقية لنهر سيروان (نهر ديالى).
ب ـ الهورامانية والكورانية: فالهورامانية تنتشر في مناطق هورامان الجبلية الواقعة بين مريوان وسيروان قرب الحدود العراقية ـ الإيرانية. أما الكورانية فيتكلم بها أبناء الكوران الذين يطلقون على أنفسهم (أهل الحق أو العلي إلهية)*، وهي فرقة باطنية. والكوران تقع مناطقهم قرب طريق خانقين ـ كرمنشاه في كردستان الإيرانية.
ج ـ لهجات اللور والبختياري واللك، ويتكلم بها أبناء لورستان الكبرى والصغرى، ويسمون الكرد الفيليين، ومذهبهم الشيعة الإمامية.
3ـ اللهجة الشمالية الغربية، ويتكلم بها أبناء قبائل دولي أو الزازا (الظاظا) وتنتشر الزازائية في مناطق درسيم، بالو، كنج، جبقجور، معدن، بيران، أكيل، سيويرك، بيجار، وجيرموك. مع ملاحظة أن معظم الذين يتكلمون بهذه اللهجة تكون ديانتهم النصيرية (العلوية)، كما أن متكلمي اللهجة الكورانية أصحاب فرقة باطنية، علماً أن الشبه أيضاً كبير بين الظاظائية والكورانية (4). فما الجامع بين الفرقتين الباطنيتين ولهجتيهما، بالرغم من أن الزازائية تنتشر في أقصى الشمال الغربي من كردستان تركيا، والكورانية في أقصى الجنوب الشرقي من كردستان العراق؟ ربما كانتا فرقة واحدة ثم انتقل قسم منها إلى هذا المكان البعيد عن سكنى القسم الآخر واحتفظ بلغته ودينه!!