اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن عدوهم
شبكة النبأ: كشف تقرير امريكي مؤخرا التدهور المستمر في ملف الحريات في السعودية خصوصا فيما يتعلق بالقمع الموجة ضد الطائفة الشيعية هناك.
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع تزايد الاصوات التحريضية التي تصدر عن ائمة الوهابية ضد الشيعة وتكفيرهم بشكل علني وسافر.
فيما تستمر حملات القمع والاعتقال رغم تحذيرات بعض رجال الدين الشيعة المستمرة من تفاقم الاحداث وانحدار الاوضاع الى ما لا يحمد عقباه.
امام الحرم المكي يكفر الشيعة
كفّر امام الحرم المكي الشيخ عادل الكلباني المسلمين الشيعة على خلفية موقفهم من الصحابة نافيا في الوقت نفسه تعرض الشيعة السعوديين للتمييز الطائفي.
وزعم الكلباني في لقاء مع تلفزيون BBC بأن المواطنين الشيعة في المملكة أخذوا أكثر من حقوقهم في تعليقه حول تعرضهم للتمييز الطائفي.
وشكك في الوقت نفسه في شكاوى الشيعة السعوديين بشأن انتهاك حقوقهم الدينية في المملكة كما ورد في تقرير لجنة الحريات الدينية الامريكية.
واستدل على قوله باستقبال الملك عبدالله لوفد الرموز الشيعية واطلاق السجناء الشيعة المحتجزين على خلفية أحداث البقيع بالمدينة المنورة أواخر فبراير.
وعلل غياب التمثيل الشيعي في هيئة كبار العلماء على غرار المذاهب الأخرى بأن الشيعة لديهم مرجعياتهم ومحاكمهم الخاصة في المنطقة الشرقية.
مضيفا بأن الشيعة "قلة" وهم أنفسهم لا يعدون الهيئة مرجعية دينية لهم.
وفي حين تحفظ على قيام حوار سني شيعي في المملكة رأى في المقابل بأن الوحدة الوطنية يجب أن تكون ضمن اطار التعايش في وطن واحد وكأمة واحدة وتوفير الوظائف للشيعة كمواطنين.
وأقر الكلباني في السياق نفسه بتعصبه الديني إزاء مسألة تكفير الشيعة.
معلقا على سؤال المذيع حسن معوض بشأن ما اذا كان يرى تكفير المسلمين الشيعة باعتقاده بكفر علماء الشيعة أما تكفير العوام منهم "فيمكن أن يكون فيها نظر" على حد تعبيره.
وبرر تكفيره العلماء الشيعة بمعرفتهم بمكانة الخليفة أبي بكر الصديق ثم تكفيره بعد ذلك والتقرب إلى الله بسبه.
ورأى مراقبون بأن الكلباني بدأ أكثر تمثيلا للخط التكفيري في المملكة الذي يتبنى موقفا متشددا من المذاهب الاسلامية الاخرى وأبرزها المذهب الشيعي.
فقد تحفظ ضمن سياق آخر على تعيين امام للحرم المكي من خارج أتباع المذهب الحنبلي الوهابي تحت مبرر اشتراط أن يكون الإمام من ذوي العقيدة الصحيحة.
ويعد الكلباني أول امام للحرم المكي من أصول أفريقية. وغالبا ما يشبه نفسه بـ "اوباما" ضمن مقارنته لوصوله لامامة الحرم كأول امام أسود بوصول باراك اوباما لمنصب الرئاسة الامريكية.
صورة قاتمة لأوضاع الحريات الدينية
اتهم التقرير الحكومة السعودية بالتورط في دعم التطرف الديني وأعمال العنف على مستوى العالم.
ذكر تقرير أمريكي أن السعودية لا تزال متورطة في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الدينية بما يشمل التعذيب والاحتجاز التعسفي والحد من حرية المرأة.
وقال التقرير الصادر عن لجنة الحريات الدينية التابعة للكونغرس الامريكي أن الحكومة السعودية لاتزال مستمرة في حظر جميع أشكال التعبير الديني خارج التفسير الرسمي للاسلام السني.
ولفت تقرير اللجنة إلى تزايد حالات الاعتقال لأسباب دينية وسط الشيعة وأن عددا منهم لايزال رهن الاعتقال.
ووفقا للجنة لا تزال السعودية تفرض تفسيرها الديني الخاص للاسلام السني على المجموعات الأخرى بما فيهم السنة التابعين لمدارس فكرية أخرى كالصوفية أو المسلمين الشيعة والاسماعيلية أو العمال المغتربين.
كما تواصل الحكومة السعودية ممارساتها المنتظمة في الاحتجاز دون محاكمة بحق الشيعة واتباع الأقليات الاسلامية على خلفية أنشطة دينية لا تتفق مع التفسير الرسمي للإسلام.
ويشير التقرير إلى أن السلطات السعودية نفذت منذ يناير 2007 سلسلة من عمليات الاحتجاز القصيرة الأجل بحق العشرات من المواطنين الشيعة نتيجة عقد مجالس حسينية في المنازل الخاصة.
واستمر هذا النمط من حالات الاحتجاز بدون توجيه تهم بما يصل لمدة 30 يوما في الفترة 2008-2009.
وبالإضافة إلى ذلك أغلقت السلطات السعودية خلال العام الماضي العديد من المساجد الشيعية.
ولفت التقرير إلى استمرار احتجاز سجناء في المنطقة الشرقية شاركوا في احتجاجات ضد ممارسات هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحق النساء الشيعة في المدينة المنورة.
كما رصد حالات التمييز في مجالات التعليم والقضاء والمناصب الحكومية العليا بحق الشيعة الذين يشكلون نحو 10-15 بالمئة من سكان البلاد.
وتناول كذلك تنامي التحريض عبر الفتاوى الدينية أبرزها فتوى لـ 22 من رجال الدين المتشددين تبرر أعمال العنف ضد الشيعة.
ايجابيا، لفت التقرير إلى تنامي ما وصفها بحرية التعبير من خلال السماح للشيعة بعقد تجمعاتهم السنوية في عاشوراء دون أي تدخل من السلطات.
في مقابل ذلك اتهم الحكومة السعودية بالتورط في دعم التطرف الديني وأعمال العنف أحيانا على مستوى العالم.
وخلصت اللجنة إلى أن المملكة لم تحرز سوى تقدم ضئيل في الاستجابة للوعود التي قدمتها للخارجية الأمريكية قبل نحو ثلاث سنوات بشأن تحسين أوضاع الحريات الدينية.
واتهمت الحكومة السعودية بالاستمرار في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الدينية.
وشملت الانتهاكات بحسب التقرير ممارسة التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة والاحتجاز الانفرادي المطول دون توجيه تهم والانتهاك "الصارخ" لحقوق المرأة.
اضافة إلى الصلاحيات الواسعة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل ينتهك الحريات الدينية للأشخاص.
ونتيجة لذلك أوصت اللجنة بإلابقاء على تصنيف المملكة كدولة ذات قلق خاص.
اللهم انصرنا على القوم الفاسقين