انجيل برنابا بين الحقيقة والتزييف
ملاحظة : كل ما نقلته من اعمال الرسل كان بتصرف مني ولم انقله نصا .
انجيل برنابا : وهو من الاناجيل التي نقلت سيرة المسيح (ع) واعماله كما نقلتها الاناجيل الاربعة الاخرى الا انه اختلف معهم في بعض المواضع . دارت الشبهات حول انجيل برنابا واتهم بالتزوير فمنهم من قال انه انجيل غير موجود ومنهم من قال ان شخصا مسلما كتبه قاصدا تشويه صورة المسيحية وغيرها من الشبهات التي جعلتني ابحث عن حقيقة هذا الانجيل وكاتبه فقررت دراسة كاتبه ( برنابا ) . من هو ؟ هل كان مؤمنا بالمسيح ؟ هل اضطهد لموقفه المعارض لاحد رموز المسيحية آنذاك ؟ اسئلة ساجيب عليها في المقال التالي .
من هو برنابا :
هو يوسف بن لاوي المعروف بـ ( برنابا ) واسمه مذكور في اعمال الرسل في اكثر من موضع الذي اعتمده النصارى ككتاب مكمل للانجيل .
عاصر برنابا نبوة المسيح (ع) واظهر ايمانه فعلا بعد ان رُفع المسيح (ع) الى السماء ولانضمامه الى تلاميذ المسيح قصة اثبتت قوة ايمانه بالمسيحية .
بعد ان رُفع المسيح (ع) الى السماء بدأت مرحلة التبشير بالمسيحية عن طريق الحواريين ، ومن ابرز المبشرين بالمسيحية بطرس و يوحنا وهم من المخلصين للمسيحية، فقد كانا صيادين قبل اتباعهما للمسيح (ع) .
وفي يوم من الايام دخل رجل يدعى برنابا على بطرس حاملا كيس نقود فدفعه اليه فسأله بطرس : لماذا اعطيتنا كل هذا المال ؟ اجابه برنابا : بعت حقلي لمساعدة المحتاجين من اتباع يسوع (المسيح).
فمدحه البعض على كرمه وايمانه . الى هنا اختفى اسم برنابا من اعمال الرسل الا انه ظهر مجددا في اعمال الرسل بعد ظهور شخص يدعى بولس .
من هو بولس ؟
نقلا عن اعمال الرسل : ولد بولس ( واسمه العبري شاول ) في طرطوس من عائلة يهودية وعلمه والداه ان يعبد الله ويطيعه . ذهب الى اورشليم (القدس) لتلقي العلم واصبح من المع تلاميذ المعلم الشهير غمالائيل ، وقد بحث مع معلمه عن الاسفار المقدسة وعلى الاخص الآيات التي تنبئ بمجيء المخلص .
سمع بولس في شبابه عن المسيح ولكنه رفض الاقتناع بانه المخلص المنتظر فشهد رجم احد المؤمنين بالمسيح (ع) ويدعى استفانوس ، فقد كان بولس حارسا لملابس الراجمين ويقول في نفسه ( كل من يتبع يسوع يستحق القتل ) فحاربهم بشدة ظانا انه يخدم الرب .
ارسل كهنة اليهود بولس للقضاء على اتباع المسيح (ع) في دمشق فخرج مع مجموعة الى دمشق وفي الطريق ظهر له نور ساطع فسقط على الارض فسأل بولس الصوت (من انت) فاجابه الصوت (انا يسوع الناصري الذي انت تضطهده) ، سأل بولس (ماذا تريد ان افعل) فأتاه الجواب (قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا تفعل) . بعد هذه الحادثة وجد بولس نفسه فاقدا للبصر، فدخل الى دمشق كما امر باحثا عن شخص يدعى (حنانيا) حيث قيل له عن طريق الرؤيا انه سوف يعيد بصره اليه . وفعلا جاء حنانيا واعاد بصر بولس بقدرة الرب . عاد بولس الى اورشليم باحثا عن تلاميذ المسيح لينظم اليهم فوجدهم الا انهم كانوا خائفين منه لمواقفه السابقة ضدهم ما عدا (برنابا) الذي رحب به وادخله وسط المؤمنين ليكون فيما بعد رسولا للمسيحية . رافق بولس برنابا في رحلاته التبشيرية .
فعندما وصلا الى انطاكيا اختلفا وافترقا فكانت هذه النقطة نقطة نهاية ذكر برنابا في العهد الجديد ويقال ان برنابا مات رجما على يد الوثنيين في قبرص .
سنبدأ الآن بتحليل شخصيات القصة التي ذكرت في اعمال الرسل عن برنابا الذي تبرع بحقله من اجل مساعدة فقراء المسيحية فهل يعتبر هذا الشخص شخصا مغرضا يود تشويه المسيحية ام هو شخصية وهمية ادخلها اعداء المسيحية الى ( كتبهم الموثوقة ) ليقولوا بعد ذلك ان لبرنابا انجيلا مستقلا يختلف عن ما نقله تلاميذ المسيح الاوائل .
لاهذا ولا ذاك ان برنابا شخصية حقيقية عاصرت المسيح واخذت من تعاليمه آمنت بمبادئ دينه التي حثت على التسامح وعدم خلق العداوة بين بشر وآخر وعدم ايذاء اي كائن كان نباتا كان ام حيوان وهي مبادئ لا يختلف عليها اثنان قط .
ان القصص التي ذكرت دلت على برنابا المؤمن التقي الذي بدأ ايمانه مع بدء المسيح بالتبشير بديانته الجديدة التي جاءت بعد ان استهتر اليهود بالقيم وحرفوا الناموس وادخلوا اليه الكثير من البدع مثل قضية تحديد مسافة السفر يوم السبت ويوم السبت حرم الله عليهم فيه العمل والسفر وغير ذلك . وقد برزت طبقة من اليهود سميت بالفريسيين تبنت عملية التحريف والاضافة وهي الطبقة نفسها التي ساعدت على قتل المسيح .
فبرنابا مؤمن بمبدا المسامحة والحب الذي جاءت به المسيحية ولولا ذلك لما وثق تلاميذ المسيح به عندما اتى ببولس الذي كان عدوا لهم فيما سبق وهذا يعد دليلا كافيا على صحة انجيله .
ولكن انجيله رفض بسبب ذكره للمسيح على انه عبد الله وليس ابن الله كما زعم اول مؤسس لهذا المبدأ الا وهو بولس .
اتمنى ان تكون فكرتي وصلتكم عسى الله ان يوفقكم ويهديكم الى ما يحبه ويرضاه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .