بسم الله الرحمن الرحيم
(( وعَلم َادم الأسماء كلها )) (سورة البقرة)
آية قرآنية كريمة بليغة ٌ بأسلوبها عظيمة ٌبمعانيها محيرة لجميع مفسريها يا ترى ماذا وجدنا حقيقتا ً فيها إنها من سورة البقرة المباركة والتي هي من أهم السور القرآنية المبينة للكثير من الأحكام الشرعية التي نجهلها للأسف نحن المسلمين. عُرفت هذه السورة أيضا ًبوصفها لليهود وعصيانهم وشرح الله تعالى فيها ما أنعمه عليهم من نعم و ما انزله عليهم من عذابات. نعود إلى المغزى الحقيقي لموضوعي الذي انوي نقاشه و هو معنى هذه الآية (( و عَلم َادم الأسماء كلها )) اختلف المفسرون على مر العصور في تفسير هذه الآية الكريمة و لكن وجدنا رغم اختلافهم قاسما ًمشتركا ًواحدا ًوهو قصة أكل ادم و حواء (عليهما السلام) لثمرة (شجرة المعرفة) وهي تلك الشجرة التي ذكرت في جميع الكتب السماوية و التي منع الله تعالى نبينا آدم (عليه السلام) من أكل ثمرها. وبعد وسوسة الشيطان لحواء أكلت من تـلك الشـجـرة المحرمة و أكل ادم منها أيضا فعصيا أمر الله تعالى بعدم الأكل من تلك الشجرة . كان ذلـك مـن أول الذنوب التي اقترفها الإنسان منذ خلقه . بالنسبة لآدم (عليه السلام) كان الأمر غير مألوف ففكر في كيفية
التكفير عن ذلك الذنب العظيم إلى هنا اتفق المفسرون من جميع الطوائف الإسلامية.
سنجد الآن الاختلاف في أراء المفسرين .فهنالك رأيان الرأي الأول و هو لأهل السنة و الجماعة و هو يقول إن كلمة الأسماء التي وردت في الآية الكريمة (( وعَلم َادم الأسماء كلها)) عُني بها بعض الأسماء المخصصة لله تعالى والتي لم تعرفها الملائكة من قبل لعدم حاجتها لها مثل ( الرحمن , الرحيم ,الغفور) وغيرها من الأسماء التي تعنى بالرحمة و المغفرة . وعدم حاجة الملائكة لها لم يأتي عن جهل بل أتى بسبب الطاعة المستمرة من قبل الملائكة لله جل جلاله وعدم ارتكاب المعاصي التي تجعلهم يحتاجون للمغفرة من الله فعلمها الله تعالى لآدم لكي يستغفره بها عن ذلك الذنب المرتكب .
أما الرأي الآخر أي رأي علماء أهل البيت ( عليهم السلام ) أي الشيعة الأمامية و هو الرأي الذي من وجهة نظري لا يقبل الشك و لا الريب و هو أن تلك الأسماء خُصت بأناس ٍ كرمهم الله و اصطفاهم على العالمين قبل خلق هذا الكون الرائع الكبير الذي تتجلى فيه عظمة هذا الخالق العظيم و هو الله عز وجل الواجب الوجود المنزه عن صفات مخلوقاته. خلق الله هؤلاء من نوره الكريم الذي كساهم باللحم فيما بعد ليكونوا منقذي البشرية بعد انقضاء الدنيا الفانية . فقد عزا الشيعة تفسير هذه الآية المباركة إلى هذه الرواية التي التي سأذكرها الآن في هذه الدراسة البسيطة .
بعد عصيان آدم ( عليه السلام ) لأمر الله بأكله لثمرة( شجرة المعرفة ) أي الشجرة الملعونة وقف آدم محدقا في تلك السماء العالية و على حين غرة فوجئ بخمسة أنوارٍ طائرة في هذه السماء أثارت لجمالها في نفسه أسئلة لم يعرف لها جوابا ً في نفسه . لجأ آدم إلى الله سائلا إياه عن سر هذه الأنوار التي خطفت قلبه فبل بصره فأجابه الله سبحانه و تعالى بأنها لخمسة أشخاص من ولده مصطفين على العالمين مفضلين حتى عليه وهم (محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين) فاستغفر ادم الله بها فغفر له ذنبه
ولدي من الأدلة ما يكفي لأصدق واجعل من كل دارس أن يصدق هذا التفسير المنطقي لهذه الآية المختلف عليها بين العلماء .