لقد أولى القرآن الكريم عناية فائقة بأمر اليتيم وتربيته ورعايته والاهتمام به من الناحية النفسية والمادية وبالخصوص مراعاة ظروفه النفسية بعد ان فقد أبيه حتى لا يحس بشيء من الذل أو القهر أو الانكسار وذلك بوضع الأسس الواضحة والقواعد القاطعة والحدود الصارمة لحسن رعايته والاهتمام به والحفاظ على حقوقه حتى يـبلغ سن الرشد.
وهذه الاسس تتلخص بالنقاط التالية (حرمة المال بقوله تعالى: وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ، وحرمة القهر: بقوله تعالى: َأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ، وحق الاكرام: بقوله تعالى: كَلا بَل للا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، وحرمة الدع (الدفع): بقوله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وحق الاطعام بقوله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، وحق الايواء: بقوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وحق حفظ الميراث حتى بلوغ سن الرشد: بقوله تعالى: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ).
ولم تكتف التوجيهات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وانما جاءت الرسالات السماوية التي نزلت على الانبياء والمرسلين تحث هي الاخرى على رعاية اليتيم واكرامه وعدم اذلاله فقد ورد عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه واله قال: إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائـه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته، يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته : يا ملائكتي، اشهدوا أن من أسكتـه وأرضاه ؟ أنا أرضيه يوم القيامة.
واعتقد ان المتابع والباحث عن حق اليتيم وكفالته في الدين الاسلامي فانه سيجد عدد هائل من الايات القرانية والاحاديث النبوية واحاديث اهل البيت عليهم السلام تحث على رعاية هذه الشريحة وكفالتها.
وبينما انا ابحث عن اليتم وكفالته فوجئت بالخبر التالي " أعلن رئيس هيئة النزاهة في العراق موسى فرج عن وجود خمسة ملايين يتيم بين اطفال العراق وقال فرج على هامش مؤتمر اليتيم العراقي الذي اقيم في بغداد ان هناك خمسة ملايين طفل عراقي يتيم حسب الاحصائيات الحكومية، واعتبر فرج خلال كلمته التي القاها في مؤتمر اليتيم العراقي الذي اقامته الهيئة بان هذا الكم من الايتام يمثل ناقوس خطر وجرس انذار للعراقيين افرادا ومنظمات مجتمع مدني وحكومة ومجلس نواب داعيا الجهات الحكومية وغير الحكومية الى التواصل مع الطفل العراقي اليتيم والوقوف عند مشاكله وطالب فرج الحكومة بتبني برنامج مؤسساتي او تشريعي لمساعدة اليتيم العراقي".
وهنا يرد التساؤل حول ماوفرته الحكومة العراقية لهذه الشريحة ؟؟؟ فتجد الاجابة الخجولة بان ميزانية العراق لاتسمح!!! ولاادري هل ياترى ان ميزانية العراق التي اكفت رواتب اعضاء البرلمان اصبحت عاجزة عن ايواء وتوفير برامج تثقيفية وترفيهية لهذه الشريحة المهمة التي تعد اساس مستقبل العراق والجيل المشرق لمستقبل البلد. بينما هم يتبخترون بملالايين الدولارات بمستحقات لا يستحقوها !!!!!!! في عراق ما بعد الاحتلال !!!!!!
فاوجه كلامي لجميع اعضاء البرلمان العراقي بان هذه الشريحة قد هزت عرش الله الا تهتز لها كراسيكم وانتم في ايامكم الاخيرة لتشرعوا قانون يكفل حق اليتم ويوفر له ابسط متطلبات الحياة، علما ان بعض دور ايواء الايتام في بعض محافظاتنا قد امتلات ولا تستوعب الاعداء المتزايدة لهذه الشريحة التي اصبح الشارع مأوى رئيسي لها.